سطر شالكه مفاجأة من العيار الثقيل وقطع أكثر من نصف
الطريق نحو بلوغ دور الأربعة لدوري أبطال أوروبا للمرة الأولى في تاريخه
بعدما اسقط انتر ميلان في معقله بخمسة أهداف
لهدفين.وألحق شالكه بصاحب الأرض هزيمة
قاسية أخرى يضيفها إلى تلك التي مني بها السبت الماضي
أمام جاره ميلان (صفر-3) ما قلص من حظوظه في الاحتفاظ بلقب الدوري المحلي
أيضا. ولن تكون مهمة انتر ميلان الذي لعب
بعشرة لاعبين في نصفالساعة الأخير من اللقاء بعد طرد
الروماني كريستيان كيفو، سهلة على الإطلاق في تكرار سيناريو الدور الثاني
عندما خسر أمام الفريق الألماني الآخر بايرن ميونيخ صفر-1 في ميلانو قبل أن
يفوز ذهابا في ميونيخ
3-2.
ويعني ذلك أن حلمه في أن يصبح أول
فريق يحتفظ بلقبه في دوري أبطال أوروبا بات في مهب الرياح ولن يتمكن على
الأرجح من تحقيق ثأره من شالكه الذي حرمه من الفوز بلقب بطل كأس الاتحاد
الأوروبي عام 1997 بالفوز عليه في المباراة النهائية بركلات الترجيح 4-1.
وكانت عودة موفقة لشالكه ومدربه
الجديد-القديم رالف رانجنيك إلى ميلانو للمرة الأولى منذ خسارتهما أمام قطب
المدينة الآخر ميلان 2-3 في كانون الأول/ديسمبر 2005 في الجولة الأخيرة من
دور المجموعات، ما تسبب بخروج الفريق من المسابقة الأوروبية الأم التي
يخوض دورها ربع النهائي للمرة الثالثة بعد موسم 1958-1959 و2007-2008 عندما
توقف مشواره حينها على يد اتلتيكو مدريد وبرشلونة الاسبانيين على التوالي.
بداية
نارية
وبدأ مدرب انتر البرازيلي ليوناردو اللقاء بإشراك
الأرجنتيني دييغو ميليتو بطل نهائي الموسم الماضي أساسيا إلى جانب
الكاميروني صامويل ايتو بعد تعافيه من الإصابة وعلى حساب المقدوني غوران
بانديف الذي جلس على مقاعد الاحتياط، فيما لعب كيفو واندريا رانوكيا في قلب
الدفاع في ظل غياب البرازيلي لوسيو والأرجنتيني وولتر صامويل.
وضرب انتر بقوة منذ صافرة البداية إذ افتتح التسجيل
بعد 25 ثانية عبر الصربي ديان ستانكوفيتش الذي استفاد من خروج الحارس
مانويل نوير من منطقته لقطع الكرة برأسه من أمام ميليتو ليسددها بطريقة
رائعة من منتصف الملعب في الشباك الألمانية.
يذكر ان اسرع هدف في المسابقة مسجلا باسم الهولندي روي
ماكاي الذي وجد طريقه إلى الشباك بعد 3ر10 ثوان فقط على انطلاق مباراة
فريقه بايرن ميونيخ أمام ريال مدريد في 7 اذار/مارس
2007.
تعادل
سريع
وكان شالكه الذي لم يخسر سوى مباراة في المسابقة هذا
الموسم وكانت في الجولة الأولى من الدور الأول أمام ليون الفرنسي فيما
يعاني الأمرين في الدوري المحلي، قريبا من إدراك التعادل عبر أفضل هداف في
تاريخ المسابقة الاسباني راؤول غونزاليس (69 هدفا) لكن محاولته الرأسية مرت
قريبة من مرمى الحارس البرازيلي جوليو سيزار الذي اهتزت شباكه في الدقيقة
17 اثر ركلة ركنية وصلت إلى اليوناني كيرياكوس بابادوبولوس الذي حولها
برأسه لكن الحارس البرازيلي تألق في صدها لتصل إلى جويل ماتيب الذي تابعها
بسهولة داخل الشباك. وكاد شالكه ان يستفيد من ضياع دفاع انتر ليسجل هدف
التقدم عبر الاسباني خوسيه خورادو لكن جوليو سيزار تدخل ببراعة لينقذ فريقه
(19).
ضربة
قاصمة وهدف قبل
الطوفان
وتعرض انتر لضربة باصابة ستانكوفيتش ما اضطر ليوناردو
إلى إخراجه والزج بالمغربي حسين خرجة (25)، إلا انه لم يتأثر بذلك كثيرا إذ
نجح في استعادة تقدمه في الدقيقة 34 عندما لعب الهولندي ويسلي شنايدر
الكرة إلى الأرجنتيني استيبان كامبياسو المنسل في الجهة اليمنى لمنطقة
الضيوف فحضرها الأخير برأسه لمواطنه ميليتو الذي أودعها بيسراه شباك نوير
دون عناء. لكن فرحة "نيراتزوري" لم تدم كثيرا لان شالكه أدرك
التعادل مجددا في الدقيقة 40 عبر البرازيلي ادواردو كونسالفيش "ايدو" الذي
أطلق كرة قوية نجح مواطنه جوليو سيزار في صدها لكنها عادت إلى اللاعب ذاتها
فتابعها بطريقة مميزة داخل الشباك. وفي بداية الشوط الثاني كان انتر
قريبا من استعادة تقدمه عبر ميليتو لكن الأخير سدد خارج الخشبات الثلاث
(47)، ثم اتبعه ايتو بفرصة أخرى بعد تمريرة من كامبياسو لكن نوير تألق في
الدفاع عن مرماه (48).
شوط
الانتقام
وجاء رد شالكه مثمرا عبر راوول الذي سجل هدفه السبعين
في المسابقة الأوروبية الأم عندما وصلته الكرة داخل المنطقة اثر تمريرة من
البيروفي جيفرسون فارفان فالتف على رانوكيا قبل أن يطلقها داخل شباك جوليو
سيزار (53). واكتملت المفاجأة بعد أربع دقائق عندما اهتزت شباك
أصحاب الأرض للمرة الرابعة وهذه المرة عبر النيران الصديقة عندما حول
رانوكيا الكرة إلى شباك فريقه عن طريق الخطأ في محاولة منه لاعتراض كرة من
خواردو (57). ثم تعقدت مهمة فريق ليوناردو بعدما رفع الحكم الإنذار
الثاني في وجه كيفو (62) ليكمل صاحب الأرض اللقاء بعشرة لاعبين وكان شالكه
ان يستفيد من التفوق العددي ليضيف هدفا خامسا لكن القائم وقف في وجه تسديدة
خورادو (65) ثم فارفان (75)، قبل أن تكتمل المذلة بهدف ثان لايدو وخامس
للضيوف بتسديدة أطلقها البرازيلي من حدود المنطقة.