تحليل | الهزيمة من الأولاد مسئولية جماعية و ما زال في العمر بقية - 27 March 2011

تأزم موقف منتخب مصر في المجموعة السابعة من تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2012 بشكل كبير بعد الخسارة القاسية التي تعرض لها الفراعنة على أرضية ملعب أليس بارك مساء أمس.
منتخب الأولاد عزز من صدارته للمجموعة برصيد 7 نقاط جمعها من فوزين على مصر و النيجر في جنوب أفريقيا، بينما تعادل البفانا بفانا سلبياً مع سيراليون على أرض الأخير.
أما منتخب النيجر فيحتل المركز الثاني في المجموعة برصيد 3 نقاط إثر فوز مفاجئ داخل الديار على منتخب شحاته، فيما خسر فريق النيجر من جنوب أفريقيا بثنائية في إستاد ميومبيلا أي على أرض الأخير، و تتبقى مباراة للنيجر على أرضه ضد سيراليون اليوم –الأحد- لحساب الجولة الثالثة.
المركز الثالث في المجموعة فيقبع فيه منتخب سيراليون بعد تحقيقه لتعادلين أحدهما إيجابي ضد الفراعنة في مصر، و الآخر سلبي على أرضه أمام المتصدر "جنوب أفريقيا".
فيما يتذيل منتخب تريكة و رفاقه المجموعة برصيد نقطة واحدة بعد التعادل مع سيراليون 1-1، و الهزيمة مرتين خارج الديار أمام الأولاد و النيجر.
و على ذلك، فإن فرصة المنتخب المصري للصعود إلى النسخة المقبلة من كأس أمم أفريقيا شبه مستحيلة، حيث أنه من الصعب جداً أن يتصدر الفراعنة المجموعة السابعة في نهاية المطاف، لأن ذلك يتطلب خسارة الأولاد لمباراتين إحداهما على أرضه ضد سيراليون لحساب الجولة السادسة، كما أنه ليس من الصعب أن يجني منتخب المدرب موسيماني و لو نقطة واحدة من مباراته أمام النيجر، هذا إذا إفترضنا بالطبع خسارة بينار و رفاقه للقاء الجولة الرابعة من المنتخب المصري في إستاد القاهرة المرعب.
أما فرصة مصر في الصعود في إطار أفضل منتخبين حاصلين على المركز الثاني في المجموعات التي تضم أربعة منتخبات و عددها 10 فهي قائمة، و لكن بشروط ألا وهي :
- فوز مصر بالنقاط التسع المتبقية على حساب جنوب أفريقيا و النيجر في مصر، و كذلك سيراليون خارج القاهرة.
- خدمة نتائج مباريات المجموعات التسع الآخرى لمصالح الفراعنة.
بداية حذرة و إحترام متبادل

المديران الفنيان الوطنيان لكل فريق آثرا بدء المباراة بتحفظ و حذر شديدين، و بدا منذ الدقائق الأولى إحترام كل مدرب لإمكانيات المنافس، و مضت الدقائق الخمس و أربعين الأولى دون أي خطورة تذكر على مرمى الفريقين.
حسن شحاته المدير الفني الزملكاوي لمنتخب مصر فرض حائط صد دفاعي قوي في وسط الملعب مكون من الثلاثي : حسني عبد ربه و محمد شوقي و أحمد فتحي، و كان من الواضح جداً تكليف الأخير برقابة أخطر لاعبي الأولاد و هو "ستيفن بينار" لاعب توتنهام الإنجليزي الحالي و إيفرتون السابق.
تمكن مدافعو و لاعبو وسط ميدان المنتخب المصري من تضييق المساحات أمام كل من بينار و تشابالالا صانعيْ الألعاب بالإضافة إلى المهاجميْن : باركر و مفيلا، و لعب حسام غالي "الليبرو" دوراً رائعاً في التغطية على محمود فتح الله و كذلك وائل جمعة.
إلتزم ثلاثي قلب وسط الملعب بالدور الدفاعي طيلة الشوط الأول، الأمر الذي ساهم في عدم قدرة كل من : شيكابالا و السيد حمدي على تشكيل خطورة على مرمى الفريق المُضيف.
أما على مستوى الأطراف، فلم يظهر أحمد المحمدي لاعب سندرلاند الإنجليزي بمستواه المعهود، و لم يستطع تقديم المد الهجومي المطلوب من الناحية اليمنى، فيما يستحق "سيد معوض" الظهير الأيسر الإشادة و التقدير على عطائاته المتميزة في شوط المباراة الأول.
شوقي أضاع و مفيلا أحرز و تبديل زيدان خطأ لا يُغتفر

تغير الحال في الشوط الثاني، و كان جلياً أن شحاته قد أعطى التعليمات للاعبيه بالضغط على دفاعات الأولاد بغية إستغلال الأفضلية النسبية و إحراز هدف يريح أعصاب الفراعنة، إلا أن المصريين هاجموا بحساب شديد، و لم نرَ و لو هجمة واحدة شهدت كثافة هجومية من قِبَل الضيوف، إستحوذ لاعبو المنتخب المصري على الكرة معظم الوقت، و واصل مهاجمو الأولاد فشلهم في الوصول إلى مناطق الفاعلية الهجومية، و لكن اللعب برأسي حربة كان مطلباً هاماً في هذا التوقيت من المباراة بالنسبة لمنتخب مصر، و هو ما قام به شحاته و جهازه الفني بالفعل من خلال سحب أحد ثلاثي الوسط و هو حسني عبد ربه، و الدفع بهداف أنغولا 2010 "محمد ناجي جدو" ليكوّن ثنائي هجومي مع السيد حمدي، على أن يقوم شيكا بصناعة اللعب.
التبديل التالي ألغى التأثير الإيجابي للتبديل الأول، وكأن شحاته لم يقصد تدعيم خط الهجوم و اللعب بــ 2 "فراودة"، بل أشرك جدو فقط بسبب أنه (هايجيب الجون بتاع كل ماتش) و "يكسّب الفرقة"، خروج السيد حمدي خطأ كبير للغاية خصوصاً أن البديل لم يكن رأس حربة، و لا يمكنني إلقاء اللوم على حسن شحاته بسبب عدم الدفع بزيدان، فقد كان واضحاً للعيان أن لاعب بوروسيا دورتموند الألماني لم يكن في أتم جاهزيته الفنية و البدنية عندما شارك في الدقائق الخمس الأخيرة من عمر الوقت الأصلي للمباراة، أبو تريكة كان لابد أن يشارك و لكن على حساب شيكابالا، لاعب الزمالك قدم مباراة جيدة، و لكن خبرة تريكة كانت مطلوبة في هذا التوقيت من اللقاء، اللاعب صاحب الأهداف المؤثرة دوماً كان قادراً على رسم شكل هجومي مميز للفراعنة جنباً إلى جنب مع الثنائي : السيد حمدي و ناجي جدو.
أما التبديل الذي أعطى الفوز لأصحاب الأرض فهو نزول زيدان، نعم، شيكابالا يستحق الخروج فقد بدأ المخزون اللياقي ينفذ لدى الساحر الأسمر، و لكن ماذا يمكن لزيدان أن يفعل في 5 دقائق فقط؟؟…فضلاً عن كونه غير مكتمل اللياقة البدنية و كذلك الفنية، لقد طمع حسن شحاته في المباراة في الوقت الذي كان من الضروري فيه أن يشارك عمرو السولية في وسط الملعب لتأمين الخروج بنقطة من موقعة أليس بارك، كان لابد أن يعود حائط الصد في وسط الملعب ليتكون من ثلاثة لاعبين، الأمر الذي سيدفع بحسام غالي للتقهقر خلف جمعة العجوز و فتح الله المتهور للتغطية عليهما، و هذا لو حدث، لما كان "مفيلا" ليقتل أحلام المصريين في الدقيقة ثلاثة و تسعين.
(اللي يضيع يقبل)…جملة شهيرة يستخدمها معلقو كرة القدم و أبرزهم التونسي "عصام الشوالي" تعني أن ضياع الفرص السهلة يتسبب في الخسارة، و هذا ما ينطبق على هذه المباراة، لا أعلم كيف أضاع محمد شوقي فرصة عرضية أحمد فتحي من الضربة الركنية بهذه السهولة، لقد تعامل لاعب وسط الأهلى مع الكرة على أنه مدافع يلعب بألوان الأولاد، أضاع هدفاً مؤكداً كان كفيلاً بإسعاد الثوار المصريين!!

	Thursday, 2024/11/21, 10:58 PM	Welcome ضيف \| RSS
	Football News
Main Registration Login

انت الزائر رقم